خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«التوجيهي».. بين الماضي والحاضر

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

كانت نكهة النجاح في «التوجيهي» مختلفة بالنسبة للأجيال التي قدمت الامتحان خلال النصف الثاني من القرن العشرين، فالنتائج حتى منتصف السبعينيات كما أظن، كانت تذاع بالراديو على وقع أغنية عبد الحليم حافظ «الناجح يرفع ايده»، وتعاد إذاعتها أكثر من مرة خلال 24 ساعة، حيث كانت فرصة مهمة للإذاعة لإشغال ساعات طويلة من وقت البث، ذلك أن البرامج الإذاعية كانت محدودة جدا بالإضافة إلى نشرات الأخبار الرئيسية.

كما كانت النتائج تنشر في الصحف اليومية وتزيد مبيعاتها، ولذلك أيضا طعم خاص بالنسبة للناجحين. وكان ثمة مساواة بين الجميع في إعلان النتائج، حيث لم تكن معدلات النجاح تعرف، الإ للناجحين وأهاليهم من خلال استخراج كشف العلامات.

أما في الوقت الحالي فتغيرت الأحوال بشكل جذري، فالطلبة أصبحوا يعرفون نتائجهم من خلال الانترنت، بالدخول على رابط خاص تعلنه وزارة التربية والتعليم، والجديد أن وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، أصبحت تزخر بالتهاني والتبريكات ونشر صور الناجحين ومعدلاتهم.

احتفالات الطلبة وذويهم أصبح مبالغا بها جدا ومستفزة، حيث مواكب الناجحين تسبب ازدحامات مرورية، وثمة رعونة وحماقة تتمثل في التشحيط بالسيارات في الشوارع، وإطلاق العيارات النارية والألعاب النارية ووقوع ضحايا أبرياء نتيجة الرصاص الطائش، ويتم نصب خيم لاستقبال المهنئين وتقديم الكنافة لهم، والطريف أن العشائر أصبحت تنشر أسماء أبنائها الناجحين، وتقدم لهم التهاني وتقيم احتفالات بهذه المناسبة.

في السابق كنا نستخدم الملابس المدرسية حتى تهتري وكانت بلون «الكاكي»، وتقوم أمهاتنا بترقيعها لنرتديها أطول فترة ممكنة، أما في زمن «التوجيهي» هذه الأيام، فأصبح ارتداء بنطلونات الجينز الممزقة موضة!

كان الانتقال الى التعليم الجامعي في الماضي، أسهل بكثير من الوقت الحالي، حيث كانت العديد من الدول العربية والأجنبية في تلك المرحلة، تقدم بعثات مجانية لعشرات آلاف الطلبة الأردنيين والعرب، في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، مثل العراق وسوريا ومصر، والاتحاد السوفييتي وبعض الدول التي كانت تصنف بأنها اشتراكية، أما في الوقت الراهن فالمنح الدراسية أصبحت شحيحة ومشروطة، والدراسة الجامعية مكلفة جدا بالنسبة لذوي الطلبة غير القادرين على الدراسة على نفقتهم.

كانت أعداد خريجي «التوجيهي» قليلة مقارنة مع الوقت الراهن، وكان من السهل إيجاد وظيفة بعد «التوجيهي»، أما اليوم فمن ينتظرون على أبواب ديوان الخدمة المدنية يزيد عن 400 ألف خريجي جامعي منذ سنوات، حيث أصبحت الفرص شحيحة في القطاعين العام والخاص، أما بالنسبة لخريج «التوجيهي» اليوم فلا يحلمون بوظيفة حكومية أو في القطاع الخاص، وأصبح ثمة فائض من المتقدمين للتجنيد في السلك العسكري، والأولوية أصبحت لخريجي الجامعات.

هذه حال الدنيا.. التحولات متسارعة لا تتوقف.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF